وجملة{ رفع سمكها فسواها} مبنية لجملة{ بناها} أو بدل اشتمال منها وسلك طريق الإِجمال ثم التفصيل لزيادة التصوير .
والسّمْك: بفتح السين وسكون الميم: الرَّفع في الفضاء كما اقتصر عليه الراغب سواء اتصل المرفوع بالأرض أو لم يتصل بها وهو مصدر سَمَكَ .
والرَّفع: جعل جسم معتلياً وهو مرادف للسمْك فتعدية فعل{ رفع} إلى « السمك » للمبالغة في الرفع ،أي رَفَعَ رفْعَهَا أي جَعله رفيعاً ،وهو من قبيل قولهم: لَيل ألْيَل ،وشِعر شاعر ،وظِل ظليل .
والتسوية: التعديل وعدم التفاوت ،وهي جعل الأشياء سواء ،أي متماثلة وأصلها أن تتعلق بأشياء وقد تتعلق باسم شيء واحد على معنى تعديل جهاته ونواحيه ومنه قوله هنا:{ فسواها} ،أي عَدَّل أجزاءها وذلك بأن أتقن صنعها فلا ترى فيها تفاوتاً .
والفاء في{ فسواها} للتعقيب .
وتسوية السماء حصلت مع حصول سمكها ،فالتعقيب فيه مثل التعقيب في قوله:{ فنادى فقال أنا ربكم الأعلى}[ النازعات: 23 ،24] .