ويضيف القرآن في بيان خلق السماء ،فيقول شارحاً بتفصيل: ( رفع سمكها فسواها ) .
«سمك »:على وزن سقفلغةً: بمعنى الارتفاع ،وجيئت بمعنى ( السقف ) أيضاً ،وعلى قول الفخر الرازي في تفسيره: إنّ الشيء المرتفع لو قيس ارتفاعه من الأعلى إلى الأسفل فالنتيجة تسمّى ( عمق ) ،أمّا لو قيس الارتفاع من الأسفل إلى الأعلى فهو ( سمك ){[5777]} .
«سواها »: من ( التسوية ) ،بمعنى التنظيم ،وهي تشير إلى دقّة التنظيم الحاكمة على الأجرام السماوية ،وإذا اعتبرنا «سمكها » بمعنى «سقفها » ،فهي إشارة إلى الغلاف الجوي الذي حفّ وأحاط بالكرة الأرضية كالسقف المحكم البناء ،والذي يحفظها من شدّة آثار الأحجار السماوية ،والشهب ،والأشعة الكونية والمميتة والمتساقطة عليها باستمرار .
وقيل: إنّ «سواها » إشارة إلى كروية السماء وإحاطتها بالأرض ،حيث أنّ التسوية هنا تعني تساوي الفاصلة بين أجزاء هذا السقف نسبة إلى المركز الأصلي ( الأرض ) ،ولا يتحقق ذلك من دون كروية الأرض وما حولها ( السماء ) .
وقيل أيضاً: إنّ الآية تشير إلى ارتفاع السماء والأجرام السماوية وبعدها الشاسع عن الأرض ،بالإضافة لإشارتها للسقف المحفوظ المحيط بالأرض .
وعلى أيّة حال ،فالآية قد نهجت بذاتِ سياق الآية ( 57 ) من سورة المؤمن: ( لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون ) .