ونَصب{ والجبال} يجوز أن يكون على طريقة نصب{ والأرض بعد ذلك دحاها} ويجوز أن يكون عطفاً على{ ماءها ومرعاها} ويكون المعنى: وأخرج منها جبالها ،فتكون ( ال ) عوضاً عن المضاف إليه مثل{ فإن الجنة هي المأوى}[ النازعات: 41] أي مأوى من خافَ مقام ربه فإن الجبال قطع من الأرض ناتئة على وجه الأرض .
وإرساء الجبال: إِثباتُها في الأرض ،ويقال: رست السفينة ،إذا شُدّت إلى الشاطىء فوقفت على الأَنْجَرِ ،ويوصف الجبل بالرسوّ حقيقة كما في « الأساس » ،قال السموأل أو عبد الملك بن عبد الرحيم يذكر جبلهم:
رسَا أصلُه فوق الثرى وسمَا به *** إلى النجم فَرع لا يُنال طويل
وإثبات الجبال: هو رسوخها بتغلْغُل صخورها وعروق أشجارها لأنها خلقت ذات صخور سائخة إلى باطن الأرض ولولا ذلك لزعزعتها الرياح ،وخُلقت تتخلّلها الصخور والأشجار ولولا ذلك لتهيلت أتربتها وزادها في ذلك أنها جُعلت أحجامها متناسبة بأن خلقت متسعة القواعد ثم تتصاعد متضائقة .
ومن معنى إرسائها: أنها جعلت منحدرة ليتمكن الناس من الصعود فيها بسهولة كما يتمكن الراكب من ركوب السفينة الراسية ولو كانت في داخل البحر ما تمكن الراكب من ركوبها إلا بمشقة .