وجملة{ أخرج منها ماءها ومرعاها} بدل اشتمال من جملة{ دحاها} لأن المقصد من دحوها بمقتضى ما يكمل تيسير الانتفاع بها .
ولا يصح جعل جملة{ أخرج منها ماءها} إلى آخرها بياناً لجملة{ دحاها} لاختلاف معنى الفعلين .
والمرعى: مَفْعَل من رَعَى يرعَى ،وهو هنا مصدر ميمي أطلق على المفعول كالخلق بمعنى المخلوق ،أي أخرج منها ما يُرْعَى .
والرعي: حقيقته تناول الماشية الكلأ والحشيش والقصيل .
فالاقتصار على المرعى اكتفاء عن ذكر ما تخرجه الأرض من الثمار والحبوب لأن ذكر المرعى يدل على لطف الله بالعجماوات فيعرف منه أن اللطف بالإِنسان أحرى بدلالة فحوى الخطاب ،والقرينةُ على الاكتفاء قوله بعده{ متاعاً لكم ولأنعامكم}[ النازعات: 33] .
وقد دل بذكر الماء والمرعى على جميع ما تخرجه الأرض قوتاً للناس وللحيوان حتى ما تُعالَج به الأطعمة من حطب للطبخ فإنه مما تنبت الأرض ،وحتى الملح فإنه من الماء الذي على الأرض .