وبعد دحو الأرض ،وإتمام صلاحيتها لسكنى وحياة الإنسان ،يأتي الحديث في الآية التالية عن الماء والنبات معاً: ( أخرج منها ماءها ومرعاها ) .
ويظهر من التعبير القرآني ،إنّ الماء قد نفذ إلى دخل الأرض بادئ ذي بدء ،ثمّ خرج على شكل عيون وأنهار ،حتى تشكلت منهما البحيرات والبحار والمحيطات .
«المرعى »: اسم مكان من ( الرعي ){[5780]} ،وهو حفظ ومراقبة أمور الحيوان من حيث التغذية وما شابهها .
ولهذا ،تستعمل كلمة ( المراعاة ) بمعنى المحافظة والمراقبة وتدبير الأمور ،وكلّ مَن يسوس نفسه أو غيره يسمّى ( راعياً ) ،ولذا جاء في الحديث الشريف: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته » .
ثمّ ينتقل البيان القرآني إلى «الجبال » ،حيث ثمّة عوامل تلعب الدور المؤثر في استقرار وسكون الأرض ،مثل: الفيضانات ،العواصف العاتية ،المدّ والجزر ،والزلازل ..فكل هذه العوامل تعمل على خلخلة استقرار الأرض ،فجعل اللّه عزّ وجلّ «الجبال » تثبيتاً للأرض ،ولهذا تقول الآية: ( والجبال أرساها ){[5781]} .