{ فالسابقات} هي السابقات من السابحات . والسبق: تجاوز السائر من يَسير معه ووصوله إلى المكان المسير إليه قبله .ويطلق السبق على سرعة الوصول من دون وجود سائر مع السابق قال تعالى:{ فاستبقوا الخيرات}[ البقرة: 148] وقال:{ أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون}[ المؤمنون: 61] .
ويطلق السبق على الغلب والقهر ،ومنه قوله تعالى:{ أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا}[ العنكبوت: 4] وقول مُرة بن عداء الفقعسي:
كأنكَ لم تُسْبَق من الدهر ليلةً *** إذا أنتَ أدْرَكت الذي كنتَ تطلُب
فقولُه تعالى:{ فالسابقات سبقاً} يصلح للحمل على هذه المعاني على اختلاف محامل وصف السابحات بما يناسب كل احتمال على حِيالِه بأن يراد السائرات سيراً سريعاً فيما تعلمه ،أو المبادرات .وإذا كان{ السابحات} بمعنى الخيل كان{ السابقات} إن حمل على معنى المسرعات كناية عن عدم مبالاة الفرسان بعدوّهم وحرصهم على الوصول إلى أرض العدوّ ،أو على معنى غلبهم أعداءهم .
وأكد بالمصدر المرادف لمعناه وهو{ سبقا} للتأكيد ولدلالة التنكير على عظم ذلك السبق .