وجملة{ إلى ربك منتهاها} في موقع العلة للإِنكار الذي اقتضاه قوله:{ فيم أنت من ذكراها} ولذلك فصلت ،وفي الكلام تقدير مضاف ،والمعنى: إلى ربك عِلم منتهاها .
وتقديم المجرور على المبتدأ في قوله:{ إلى ربك منتهاها} لإِفادة القصر ،أي لا إليك ،وهذا قصر صفة على موصوف .
والمنتهى: أصله مكان انتهاء السير ،ثم أطلق على المصير لأن المصير لازم للانتهاء قال تعالى:{ وأن إلى ربك المنتهى}[ النجم: 42] ثم توسّع فيه فأطلق على العلم ،أي لا يعلمها إلا الله ،فقوله:{ منتهاها} هو في المعنى على حذف مضاف ،أي علم وقت حصولها كما دل عليه قوله:{ أيان مرساها} .
ويجوز أن يكون{ منتهاها} بمعنى بلوغ خبرها كما يقال: أنهيت إلى فلان حادثة كذا ،وانتهى إليَّ نبأ كذا .