وهذا الذي تصدَّى النبي صلى الله عليه وسلم لدعوته وعرض القرآن عليه هو على أشهر الأقوال المروية عن سلف المفسرين الوليد بن المغيرة المخزومي كما تقدم .
والإِتيان بضمير المخاطب مُظهراً قبلَ المسند الفعلي دون اسْتِتاره في الفعل يجوز أن يكون للتقوي كأنه قيل: تتصدى له تصدياً ،فمناط العتاب هو التصدي القوي .
ويجوز أن يكون مفيداً للاختصاص ،أي فأنت لا غيرُك تَتَصدّى له ،أي ذلك التصدّي لا يليق بك .وهذا قريب من قولهم: مثلُك لا يبخل ،أي لو تصدّى له غيرك لكان هَوناً ،فأما أنت فلا يتَصدى مثلك لمثله فمناط العتاب هو أنه وقع من النبي صلى الله عليه وسلم في جليل قدره .
وقرأ نافع وابن كثير وأبو جعفر بفتح التاء وتشديد الصاد على إدغام إحدى التاءين في الصاد .والباقون بالفتح وتخفيف الصاد على حذف إحدى التاءين .
والتصدّي: التعرض ،أطلق هنا على الإِقبال الشديد مجازاً .