أو يكون قوله:{ ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون} إشارة إلى جواب مالك خازن جهنم المذكور في قوله تعالى:{ ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون}[ الزخرف: 77 ،78] فطوي سؤالهم واقتصر على جواب مالك خازن جهنم اعتماداً على قرينة عطف جملة هذا المقال ب{ ثم} الدالة على التراخي .
وبني فعل{ يقال} للمجهول لعدم تعلق الغرض بمعرفة القائل والمقصد هو القول .
وجيء باسم الموصول ليُذَكَّروا تكذيبهم به في الدنيا تنديماً لهم وتحزيناً .
وتقديم{ به} على{ تكذبون} للاهتمام بمعاد الضمير مع الرعاية على الفاصلة والباء لتعدية فعل{ تكذبون} إلى تفرقة بين تعديته إلى الشخص الكاذب فيعدّى بنفسه وبين تعديته إلى الخبر المكذَّب فيعدّى بالباء .ولعل أصلها باء السببية والمفعول محذوف ،أي كذب بسببه من أخبره به ،ولذلك قدره بعض المفسرين: هذا الذي كنتم به تكذبون رسل الله في الدنيا .