مضمون هذه الجملة قسيم لمضمون جملة:{ إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون}[ المطففين: 15] إلى آخرها .ولذلك جاءت على نسيج نظم قسيمتها افتتاحاً وتوصيفاً وفصلاً ،وهي مبيِّنة لجملة:{ إن كتاب الأبرار لفي عليين}[ المطففين: 18] فموقعها موقع البيان أو موقع بدل الاشتمال على كلا الوجهين في موقع التي قبلها على أنه يجوز أن تكون من الكلام الذي يقال لهم ،وهو المحكي بقوله:{ ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون}[ المطففين: 17] فيكون قولُ ذلك لهم ،تحسيراً وتنديماً على تفريطهم في الإِيمان .
وأحد الوجهين لا يناكد الوجه الآخر فيما قُرر للجملة من الخصوصيات .
وذُكر الأبرار بالاسم الظاهر دون ضميرهم .خلافاً لما جاء في جملة:{ إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون}[ المطففين: 15] تنويهاً بوصف الأبرار .