وينتقل الحديث إلى عرض بعض جوانب جزاء الأبرار: ( إنّ الأبرار لفي نعيم ) .
«النعيم »: هو النعمة الكثيرةعلى قول الراغب في مفرداته،وجاءت بصيغة نكرة لتعظيم شأنها ،أي إنّهم في نعيم مادي ومعنوي لا حَدّ لوصفه .
بحث
من هم «الأبرار » و«المقرّبين » ؟
ورد ذكر «الأبرار » و«المقربين » كثيراً في القرآن الكريم ،وما أعد لهم من درجة رفيعة وثواب عظيم ،حتى أنّ اُولي الألباب تمنوا أن تكون وفاتهم مع الأبرار ،كما تقول الآية ( 193 ) من سورة آل عمران: ( وتوفنا مع الأبرار ) .
وتناولت الآيات ( 522 ) من سورة الدهر ما اُعدّ لهم من ثواب جزيل ،كما وتناولت الآية ( 13 ) من سورة الإنفطار ،والآيات المبحوثة بعض ما ينتظرهم من ألطاف إلهية .
فمن هم يا تُرى ؟
«الأبرار »: هم أصحاب النفوس الزكية الأبية الطاهرة ،ومعتنقي العقائد الصائبة ،والذين لا يعملون إلاّ ما فيه الخير والصلاح .
و«المقربون »: هم الذين لهم مقام القربة عند اللّه عز وجل .
فبين الأبرار والمقربين عموم وخصوص مطلق ،حيث كلّ المقرّبين أبرار ،وليس كلّ الأبرار مقرّبين .
وروي عن الإمام الحسن المجتبى( عليه السلام ) ،أنّه قال: «كلما في كتاب اللّه عز وجل من قوله: «إنّ الأبرار » فواللّه ما أراد به إلاّ عليّ بن أبي طالب وفاطمة وأنا والحسين »({[5862]}
وممّا لا يشوبه شك ،أنّ الخمسة الطيبة ،تلك الأنوار القدسيّة ،وهي أفضل مصاديق الأبرار والمقربين .
وكما ذكرنا في تفسيرنا لسورة الدهر التي تحدثت بشكل رئيسي عنأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين( عليهم السلام ) ،وقلنا بأنّ الآيات الثمانية عشر قد تناولت فضائلهم( عليهم السلام ) ،ولكن لا يمنع من انطباق على غير الخمسة الطيبة( عليهم السلام ) .