وجملة:{ ليس لهم طعام} الخ خبر سادس عن{ وجوه} .
وضمير{ لهم} عائد إلى{ وجوه} باعتبار تأويله بأصحاب الوجوه ولذلك جىء به ضمير جماعة المذكر .والتذكير تغليب للذكور على الإِناث .
والضريع: يابس الشِّبْرِق ( بكسر الشين المعجمة وسكون الموحدة وكسر الراء ) وهو نبت ذو شَوك إذا كان رطباً فإذا يبس سمي ضَريعاً وحينئذ يصير مسموماً وهو مرعى للإِبل ولحُمُر الوحش إذا كان رطباً ،فما يعذب بأهل النار بأكله شبه بالضريع في سوء طعمه وسوء مَغبته .
وقيل: الضريع اسم سَمّى القرآن به شجراً في جهنم وأن هذا الشجر هو الذي يسيل منه الغِسلين الوارد في قوله تعالى:{ فليس له اليوم ههنا حميم ولا طعام إلا من غسلين}[ الحاقة: 35 ،36] وعليه فحرف{ مِن للابتداء ،أي ليس لهم طعام إلا ما يخرج من الضريع والخارج هو الغسلين وقد حصل الجمع بين الآيتين .
ووصفُ ضريع بأنه لا يُسمن ولا يغني من جوع لتشويهه وأنه تمحض للضر فلا يعود على آكليه بسمن يصلح بعض ما التفح من أجسادهم ،ولا يغني عنهم دفع ألم الجوع ،ولعل الجوع من ضروب تعذيبهم فيسألون الطعام فيُطعمون الضريع فلا يدفع عنهم ألم الجوع .