يجوز أن تكون الفاء لمجرد التفريع الذِكري إذا كان فعل: « أنذرتكم » مستعملاً في ماضيه حقيقةً وكان المراد الإِنذار الذي اشتمل عليه قوله:{ وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى} إلى قوله:{ تردى}[ الليل: 8 11] .وهذه الفاء يشبه معناها معنى فاء الفصيحة لأنها تدلّ على مراعاة مضمون الكلام الذي قبلها وهو تفريع إنذار مفصَّللٍ على إنذارٍ مجمل .
ويجوز أن تكون الفاء للتفريع المعنوي فيكون فعلُ « أنذرتكم » مراداً به الحال وإنما صيغ في صيغة المضي لتقريب زمان الماضي من الحال كما في: قد قَامت الصلاة ،وقولهم: عزمت عليك إلاّ ما فعلت كذا ،أي أعزم عليك ،ومثل ما في صيغ العقود: كبعتُ ،وهو تفريع على جملة:{ إن علينا للهدى}[ الليل: 12] والمعنى: هديكم فأنذرتكم إبلاغاً في الهدى .
وتنكير{ ناراً} للتهويل ،وجملة{ تلظى} نعت .وتلظى: تلتهب من شدة الاشتعال .وهو مشتق من اللّظى مصدر: لَظَيَتْ النار كرَضيتْ إذا التهبت ،وأصل{ تلظى} تتلظى بتاءين حذفت إحداهما للاختصار .