قوله تعالى:{فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى} .
أي تتلظى ،واللظى: اللهب الخالص ،وفي وصف النار هنا بلظى مع أن لها صفات عديدة منها: السعير ،وسقر ،والجحيم ،والهاوية ،وغير ذلك .
وذكر هنا صنفاً خاصاً ،وهو من كذب وتولى ،كما تقدم في موضع آخر في وصفها أيضاً بلظى في قوله تعالى:{إِنَّهَا لَظَى نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى} ،ثم بين أهلها بقوله:{تَدْعُواْ مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى وَجَمَعَ فَأَوْعَى} .
وهو كما هو هنا{فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى لاَ يَصْلاهَا إِلاَّ الأشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى} ،وهو المعنى في قوله قبله:{وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى} ،مما يدل أن للنار عدة حالات أو مناطق أو منازل ،كل منزلة تختص بصنف من الناس ،فاختصت لظى بهذا الصنف ،واختصت سقر بمن لم يكن من المصلين ،وكانوا يخوضون مع الخائضين ،ونحو ذلك .ويشهد له قوله:{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ في الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} ،كما أن الجنة منازل ودرجات ،حسب أعمال المؤمنين ،واللَّه تعالى أعلم .