وقوله:{ بأن ربك أوحى لها} يجوز أن يتعلق بفعل{ تحدث} والباء للسببيَّة ،أي تحدث أخبارها بسبب أن الله أمرها أن تحدث أخبارها .
ويجوز أن يكون بدلاً من{ أخبارها} وأظهرت الباء في البدل لتوكيد تعدية فعل{ تحدث} إليه ،وعلى كلا الوجهين قد أجملت أخبارها وبينها الحديث السابق .
وأطلق الوحي على أمر التكوين ،أي أوجَدَ فيها أسباب إخراج أثقالها فكأنه أسرَّ إليها بكلام كقوله تعالى:{ وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً}[ النحل: 68] الآيات .«
وعُدي فعل{ أوحى} باللام لتضمين{ أوحى} معنى قال كقوله تعالى:{ فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً}[ فصلت: 11] ،وإلا فإن حق{ أوحى} أن يتعدى بحرف ( إلى ) .
والقول المضمَّن هو قول التكوين قال تعالى:{ إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون}[ النحل: 40] .
وإنما عُدل عن فعل: قال لها إلى فعل{ أوحى لها} لأنه حكاية عن تكوين لا عن قول لفظي .