إنما عبدوا المسميات ، ولكن من أجل أنهم نحلوها أسماء باطلة ، كاللات والعزى ، وهي مجرد أسماء كاذبة باطلة لا مسمى لها في الحقيقة ، فإنهم سموها آلهة وعبدوها لاعتقادهم حقيقة الإلهية لها . وليس لها من الإلهية إلا مجرد الأسماء لا حقيقة المسمى ، فما عبدوا إلا أسماء ، لا حقائق لمسمياتها ، وهذا كمن سمى قشور البصل لحما ، وأكلها ، فيقال:ما أكلت من اللحم إلا اسمه لا مسماه ، وكمن سمى التراب خبزا وأكله ، يقال له:ما أكلت إلا اسم الخبز ، بل هذا النفي أبلغ في آلهتهم ، فإنه لا حقيقة لإلهيتها بوجه ، وما الحكمة ثم إلا مجرد الاسم .
فتأمل هذه الفائدة الشريفة في كلامه تعالى .