هذا مثل ضربه الله سبحانه للمشرك والموحد . فالمشرك بمنزلة عبد يملكه جماعة متنازعون ، مختلفون متشاحُون .
والرجل الشَّكِسُ:الضيق الخلق . فالمشرك لما كان يعبد آلهة شَتَّى شُبه بعبد يملكه جماعة متنافسون في خدمته ، لا يمكنه أن يبلغ رضاهم أجمعين .
والموحد لما كان يعبد الله وحده فمثله كمثل عبد لرجل واحد ، قد سَلِمَ له ، وعلم مقاصده ، وعرف الطريق إلى رضاه . فهو في راحة من تشاحن الخلطاء فيه ، بل هو سالم لمالكه من غير تنازع فيه ، مع رأفة مالكه به ، ورحمته له ، وشفقته عليه ، وإحسانه إليه ، وتوليه لمصالحه .
فهل يستوي هذان العبدان ؟
وهذا من أبلغ الأمثال . فإن الخالص لمالك واحد يستحق من معونته وإحسانه والتفاته إليه وقيامه بمصالحه ما يستحق صاحب الشركاء المتشاكسين{ الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون} .