قوله:{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ}{مثلاً} ،مفعول لضرب .و{رجلاً} بدل منه ،والمراد به عبد{فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ} أي متنازعون متخاصمون في ذلك العبد المشترك بينهم{وَرَجُلاً سَلَمًا لِرَجُلٍ} أي سالما له ،خالصا من الاشتراك فيه ،فلا يملكه أحد غير رجل واحد .
قوله:{هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً}{مثلاً} بمعنى صفة ،وهو تمييز .أي هل يستوي هذان الرجلان في حالهما وصفتهما ؟!وهو استفهام إنكار واستبعاد لاستوائهما .والمراد من المثل: أنه لا يستوي المشرك الذي يعبد آلهة مع الله ،والمؤمن المخلص الذي يعبد الله وحده لا شريك له .
فالمشرك يتيه في ضلاله حائرا بين الشركاء والأنداد ،وهي كثيرة ومختلفة وصماء يتخبط الجاهلون في تعظيمها والتخشُّع أمامها .لكن المؤمن الذي أخلص دينه وعبادته لله وحده دون غيره من الشركاء ،لا جرم أنه مستقر في سكينته وراحته وطمأنينته .
قوله:{الْحَمْدُ لِلَّهِ} ذلك تنبيه من الله للموحدين على ما امتنَّ به عليهم من توفيقهم لتوحيده وطاعته .لا جرم أن هذه نعمة جليلة تقتضي دوام الحمد لله تعالى بالخضوع له وعبادته وتمام طاعته .
قوله:{بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} أضرب عن بيان عدم الاستواء بين الرجلين المملوكين إلى بيان أن{أكثر الناس لا يعلمون} أي لا يعلمون الحق ،وهم ناكبون عن صراط الله السويِّ وناكلون عن منهجه الحكيم .