قال ابن عباس رضي الله عنه:يريد على قلوب هؤلاء أقفال .
وقال مقاتل:يعني الطبع على القلب . وكأن القلب بمنزلة الباب المرتج ، الذي قد ضرب عليه قفل . فإنه ما لم يفتح القفل لا يمكن فتح الباب والوصول إلى ما وراءه . وكذلك ما لم يرفع الختم والقفل عن القلب لم يدخل الإيمان والقرآن .
وتأمل تنكير القلب وتعريف الأقفال بالإضافة إلى ضمير القلوب . فإن تنكير القلوب يتضمن إرادة قلوب هؤلاء وقلوب من هم بهذه الصفة . ولو قال:أم على القلوب أقفالها . لم تدخل قلوب غيرهم في الجملة .
وفي قوله:{ أقفالها} بالتعريف نوع تأكيد . فإنه لو قال:أقفال . لذهب الوهم إلى ما يعرف بهذا الإسم . فلما أضافها إلى القلوب علم أن المراد بها ما هو للقلب بمنزلة القفل للباب ، فكأنه أراد أقفالها المختصة بها ، التي لا تكون لغيرها ، والله أعلم .