{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} ليتعمقوا في مفاهيمه ،وينفتحوا على أحكامه ،ويتعرفوا من خلاله على الخطوط الفاصلة بين الحق والباطل ،وبين الكفر والإيمان ،ليلتزموا الخط القرآني في قضايا العقيدة والحياة ؟وما المانع من أن يتدبروه وهم يملكون معرفة اللّغة التي نزل بها ،والقدرة على الفهم ؟{أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} فلا تنفتح على الحق من خلال القرآن ،ولا تلتقي بالخير في آياته ،كما لو كان على قلوبهم قفلٌ يغلقها عن الوعي والفهم والانفتاح .
والظاهركما قال في مجمع البيانأن هذه الآية دالةٌ: «على بطلان قول من قال: لا يجوز تفسير شيء من ظاهر القرآن إلا بخبر وسمع »[ 2] .فإن الله يدعو إلى فهم القرآن وتدبّره حتى يكتشف الناس فكره وشريعته ونهجه في الحياة ،وليست هذه الأقوال التي تعزل القرآن عن الفهم العام للناس ،إلا لوناً من ألوان تجميد القرآن في الثقافة العامة ،وإبعاد الناس عن اكتشاف الزيف الذي يحشده البعض في المضمون التفسيري له .