ودل هذا على أنه بحسب إيمان العبد يكون رجاؤه لرحمة الله وروحه، فذهبوا{ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ} أي:على يوسف{ قَالُوا} متضرعين إليه:{ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا} أي:قد اضطررنا نحن وأهلنا{ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ} أي:مدفوعة مرغوب عنها لقلتها، وعدم وقوعها الموقع،{ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ} أي:مع عدم وفاء العرض، وتصدق علينا بالزيادة عن الواجب.{ إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ} بثواب الدنيا والآخرة.
فلما انتهى الأمر، وبلغ أشده، رقَّ لهم يوسف رقَّة شديدة، وعرَّفهم بنفسه، وعاتبهم.