{ وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ} أي:الذين يريدون الحياة الدنيا، الذين قالوا:{ يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ}{ يَقُولُونَ} متوجعين ومعتبرين، وخائفين من وقوع العذاب بهم:{ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ} أي:يضيق الرزق على من يشاء، فعلمنا حينئذ أن بسطه لقارون، ليس دليلا على خير فيه، وأننا غالطون في قولنا:{ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} و{ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا} فلم يعاقبنا على ما قلنا، فلولا فضله ومنته{ لَخَسَفَ بِنَا} فصار هلاك قارون عقوبة له، وعبرة وموعظة لغيره، حتى إن الذين غبطوه، سمعت كيف ندموا، وتغير فكرهم الأول.
{ وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} أي:لا في الدنيا ولا في الآخرة.