ثم سلَّى رسوله صلى الله عليه وسلم، فقال:{ فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك} أي:هذه عادة الظالمين، ودأبهم الكفر بالله، وتكذيب رسل الله وليس تكذيبهم لرسل الله، عن قصور ما أتوا به، أو عدم تبين حجة، بل قد{ جاءوا بالبينات} أي:الحجج العقلية، والبراهين النقلية،{ والزبر} أي:الكتب المزبورة المنزلة من السماء، التي لا يمكن أن يأتي بها غير الرسل.{ والكتاب المنير} للأحكام الشرعية، وبيان ما اشتملت عليه من المحاسن العقلية، ومنير أيضا للأخبار الصادقة، فإذا كان هذا عادتهم في عدم الإيمان بالرسل، الذين هذا وصفهم، فلا يحزنك أمرهم، ولا يهمنك شأنهم.