/م180
( فإن كذبوك ) بعد أن جئتهم بالبينات الناصعة ، والزبر الصادعة ، والكتاب الذي ينير السبيل ، ويقيم الدليل ، فلا تأس عليهم ، ولا تحزن لكفرهم ، ولا تعجب من فساد أمرهم ، فإن هذه سنة الله في العباد ، وشنشنة من سبق من هؤلاء من آباء وأجداد:( فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات والزبر والكتاب المنير ) فأقاموا على أقوامهم الحجة ببيناتهم ، وهزوا قلوبهم بزبر عظاتهم ، وأناروا بالكتاب سبيل نجاتهم ، فما أغنى ذلك عنهم من شيء لما انصرفت قلوبهم عن طلب الحق وتحري سبيل الخير فالآية تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم وبيان لطباع الناس واستعدادهم .
والزبر جمع زبور من زبرت الكتاب إذا كتبته مطلقا أو كتابة عظيمة غليظة قاله الراغب أو متقنة كما في لسان العرب ، فهو بمعنى الكتب والصحف يقال:زبرت الكتاب بمعنى كتبته ، وبمعنى قرأته أو بمعنى المواعظ الزاجرة:قال في اللسان .وزبره يزبره بالضم نهاه وانتهره وفي الحديث"إذا رددت على السائل ثلاثا فلا عليك أن تزبره "{[395]} أي تنهره وتغلظ له في القول والرد .والزبر بالفتح الزجر والمنع:ا ه وأصل معنى الزبر القطع ومنه زبر الحديد قطعه ؛ ويوشك أن تكون الزبر هنا المواعظ والكتاب المنير جنسه أي الكتب الأربعة أو الزبر صحف الأنبياء والكتاب المنير الإنجيل .