ولما كان قدحهم في المؤمنين يقتضي أنهم يعتقدون أنهم على شر، قال تعالى:{ قُلْ ْ} لهم مخبرا عن شناعة ما كانوا عليه:{ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِن ذَلِكَ ْ} الذي نقمتم فيه علينا، مع التنزل معكم.{ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ ْ} أي:أبعده عن رحمته{ وَغَضِبَ عَلَيْهِ ْ} وعاقبه في الدنيا والآخرة{ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ْ} وهو الشيطان، وكل ما عبد من دون الله فهو طاغوت.{ أُولَئِكَ ْ} المذكورون بهذه الخصال القبيحة{ شَرٌّ مَّكَانًا ْ} من المؤمنين الذين رحمة الله قريب منهم، ورضي الله عنهم وأثابهم في الدنيا والآخرة، لأنهم أخلصوا له الدين. وهذا النوع من باب استعمال أفعل التفضيل في غير بابه وكذلك قوله:{ وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ ْ} أي:وأبعد عن قصد السبيل.