ولا يستكثر هذا عليهم، فإن الكذب وصفهم، والغرور والخداع، مقارنهم، والنفاق والجبن يصحبهم، ولهذا كذبهم [الله] بقوله، الذي وجد مخبره كما أخبر الله به، ووقع طبق ما قال، فقال:{ لَئِنْ أُخْرِجُوا} من ديارهم جلاء ونفيا{ لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ} لمحبتهم للأوطان، وعدم صبرهم على القتال، وعدم وفائهم بوعدهم
{ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ} بل يستولي عليهم الجبن، ويملكهم الفشل، ويخذلون إخوانهم، أحوج ما كانوا إليهم.
{ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ} على الفرض والتقدير{ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ} أي:ليحصل منهم الإدبار عن القتال والنصرة، ولا يحصل لهم نصر من الله.