{لَئِنْ أُخْرِجُواْ لاَ يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ} لأن ذلك سوف يبعدهم عن ديارهم ،ويفصلهم عن مصالحهم ،ويعقد علاقاتهم بالمسلمين من أهلهم ،من دون أن يحصلوا على شيء من اليهود في دار هجرتهم ،ما يجعل صفقتهم خاسرةً على جميع المستويات .
{وَلَئِن قُوتِلُواْ لاَ يَنصُرُونَهُمْ} لأنهم لا يؤمنون بالمسألة اليهودية ،لا في العقيدة ولا في المصلحة ،فلا قضية لديهم ليقاتلوا من أجلها على صعيد الإيمان ،{وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ} في الحالات التي تفرض عليهم الأوضاع أن ينصروهم ويدخلوا معهم في المعركة ،في ما يشبه المأزق الحرج{لَيُوَلُّنَّ الأدبارَ} في عملية الفرار من المعركة ،لينقذوا أنفسهم من الهلاك ،لأنهم ليسوا في وارد الرغبة في الموت لحساب أيّ أحدٍ ،باعتبار أن شعار النفاق هو سلامة الذات والموت للجميع ،{ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ} لأنهم لا يملكون أسباب النصر في موازين القوة هناك .