قوله:{لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم} يعني: لئن أخرج بنو النضير من ديارهم فأجلاهم المسلمون عنها فإن المنافقين غير خارجين معهم .ولئن قاتلهم النبي والمسلمون فإن المنافقين لا يقاتلونهم فينصرون بني النضير .بل إنهم كاذبون فيما وعدوهم به من الخروج معهم والقتال في صفهم{ولئن نصروهم ليولّنّ الأدبار} أي لئن نصر المنافقون بني النضير فقاتلوا معهم فلسوف يولون الأدبار هاربين مهزومين{ثم لا ينصرون} أي لا ينصر الله بني النضير وإنما الله خادلهم وهازمهم .وقد حصل ذلك كله ،إذ لم ينصرهم المنافقون ولم يقدموا لهم نفعا بل أسلموهم وخذلوهم وتخلوا عنهم فكان عاقبتهم الهزيمة والجلاء .