/م11
التفسير:
وبعد أن كذّبهم على سبيل الإجمال كذبهم تفصيلا ليزيد تعجيب المخاطبين من حالهم ،وليبين له مبلغ خبث طويتهم ،وشدة جبنهم وفزعهم من القتال ،وأن هذه الوعود أقوال كاذبة لاكتها ألسنتهم ،وقلوبهم منها براء ،فقال:
12-{لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ} .
أي: لئن أُخرج بنو النضير من ديارهم فأُجلوا عنها: لا يخرج معهم المنافقون الذين وعدوهم بالخروج من ديارهم ،ولئن قاتلهم محمد صلى الله عليه وسلم لا ينصرونهم ،ولئن نصروهم ليولن الأدبار منهزمين عن محمد وأصحابه ،وهاربين منهم خاذلين لهم ،ثم لا ينصر الله بني النضير .
وهذا إخبار بالغيب ،ودليل من دلائل النبوة ،ووجه من وجوه الإعجاز ،فإنه قد كان الأمر كما أخبر الله قبل وقوعه .
والخلاصة: أن بني النضير أُخرجوا فلم يخرج معهم المنافقون ،وقوتلوا فما نصروهم ،ولو كانوا قد نصروهم لتركوا النصرة وانهزموا وتركوا أولئك اليهود في أيدي الأعداء .