القول في تأويل قوله تعالى:قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا (64)
يقول تعالى ذكره:ف (قال) موسى لفتاه (ذلك) يعني بذلك:نسيانك الحوت ( مَا كُنَّا نَبْغِ ) يقول:الذي كنا نلتمس ونطلب، لأن موسى كان قيل له صاحبك الذي تريده حيث تنسى الحوت.
كما حدثني محمد بن عمرو، قال:ثنا أبو عاصم، قال:ثنا عيسى ، وحدثني الحارث، قال:ثنا الحسن، قال:ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:( ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ ) قال موسى:فذلك حين أخبرت أني واجد خضرا حيث يفوتني الحوت.
حدثنا القاسم، قال:ثنا الحسين، قال:ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله، إلا أنه قال:حيث يفارقني الحوت.
وقوله:( فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا ) يقول:فرجعا في الطريق الذي كانا قطعاه ناكصين على أدبارهما يمصان آثارهما التي كانا سلكاهما.
وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:حدثني محمد بن عمرو، قال:ثنا أبو عاصم، قال:ثنا عيسى ، وحدثني الحارث، قال:ثنا الحسن، قال:ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ، قوله:(قَصصًا) قال:اتبع موسى وفتاه أثر الحوت، فشقا البحر راجعين.
حدثنا القاسم، قال:ثنا الحسين، قال:ثني حجاج ، عن ابن جريج، عن مجاهد، قوله:( فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا ) قال:اتباع موسى وفتاه أثر الحوت بشقّ البحر، وموسى وفتاه راجعان وموسى يعجب من أثر الحوت في البحر، ودوراته التي غاب فيها.
حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة، قال:رجعا عودهما على بدئهما( فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا )
حدثنا ابن حميد، قال:ثنا سلمة، قال:ثني محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس، عن أبيّ بن كعب، قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله:( ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا ):"أيْ يَقُصَّانِ آثارَهما حتى انْتَهَيا إلى مَدْخَلِ الحوُت ".