وقوله:(لأعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا ) يقول:فلما أخبر سليمان عن الهدهد أنه لم يحضر، وأنه غائب غير شاهد, أقسم (لأعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا ) وكان تعذيبه الطير فيما ذُكر عنه إذا عذبها أن ينتف ريشها.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا أبو كُرَيب قال:ثنا الحماني, عن الأعمش, عن المنهال, عن سعيد بن جُبَير, عن ابن عباس, في قوله:(لأعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا ) قال:نتف ريشه.
حدثنا أبو كُرَيب, قال:ثنا ابن عطية, عن شريك, عن عطاء, عن مجاهد, عن ابن عباس في:(لأعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا ) عذابه:نتفه وتشميسه.
حدثني محمد بن سعد, قال:ثني أبي, قال:ثني عمي, قال:ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس قوله:(لأعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا ) قال:نتف ريشه وتشميسه.
حدثني محمد بن عمرو, قال:ثنا أبو عاصم, قال:ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال:ثنا الحسن, قال:ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد:(لأعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا ) قال:نتف ريشه كله.
حدثنا القاسم, قال:ثنا الحسين, قال:ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد قوله:(لأعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا ) قال:نتف ريش الهدهد كله, فلا يغفو سِنة.
قال:ثنا الحسين, قال:ثنا أبو سفيان, عن معمر, عن قَتادة, قال:نتف ريشه.
حُدثت عن الحسين, قال:سمعت أبا معاذ يقول:أخبرنا عبيد, قال:سمعت الضحاك يقول في قوله:(لأعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا ) يقول:نتف ريشه.
حدثنا ابن حميد, قال:ثنا سلمة, قال:ثني ابن إسحاق, عن يزيد بن رومان أنه حدّث أن عذابه الذي كان يعذّب به الطير نتف جناحه.
حدثني يونس, قال:أخبرنا ابن وهب, قال:قال ابن زيد:قيل لبعض أهل العلم:هذا الذبح, فما العذاب الشديد؟. قال:نتف ريشه بتركه بَضعة تنـزو.
حدثنا سعيد بن الربيع الرازي, قال:ثنا سفيان, عن عمرو بن بشار, عن ابن عباس, في قوله:(لأعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا ) قال:نتفه.
حدثني سعيد بن الربيع, قال:ثنا سفيان, عن حسين بن أبي شدّاد, قال:نتفه وتشميسه (أَوْ لأذْبَحَنَّهُ ) يقول:أو لأقتلنه.
كما حدثت عن الحسين, قال:سمعت أبا معاذ يقول:أخبرنا عبيد, قال:سمعت الضحاك يقول, في قوله:(أَوْ لأذْبَحَنَّهُ ) يقول:أو لأقتلنه.
حدثنا القاسم, قال:ثنا الحسين, قال:ثنا عباد بن العوّام, عن حصين, عن عبد الله بن شدّاد:(لأعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لأذْبَحَنَّهُ )... الآية, قال:فتلقَّاهُ الطير, فأخبره, فقال:ألم يستثن.
وقوله:(أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ) يقول:أو ليأتيني بحجة تبين لسامعها صحتها وحقيقتها.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
حدثنا عليّ بن الحسين الأزدي, قال:ثنا المعافى بن عمران, عن سفيان, عن عمار الدُّهْني, عن سعيد بن جُبَير, عن ابن عباس قال:كل سلطان في القرآن فهو حجة.
حدثني محمد بن سعد, قال:ثني أبي, قال:ثني عمي, قال:ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله:(أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ) يقول:ببينة أعذره بها, وهو مثل قوله:الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍيقول:بغير بينة.
حدثنا ابن بشار, قال:ثنا أبو عاصم, قال:ثنا سفيان, عن رجل, عن عكرمة, قال:كل شيء في القرآن سلطان, فهو حجة.
حدثنا القاسم, قال:ثنا الحسين, قال:ثنا عبد الله, بن يزيد, عن قباث (3) بن رزين, أنه سمع عكرِمة يقول:سمعت ابن عباس يقول:كل سلطان في القرآن فهو حجة, كان للهدهد سلطان.
حدثنا الحسين, قال:ثنا أبو سفيان, عن معمر, عن قتادة:(أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ) قال:بعذر بين.
حدثنا ابن حميد, قال:ثنا سلمة, عن ابن إسحاق, عن بعض أهل العلم, عن وهب بن منبه:(أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ):أي بحجة عذر له في غيبته.
حُدثت عن الحسين, قال:سمعت أبا معاذ يقول:أخبرنا عبيد, قال:سمعت الضحاك يقول في قوله:(أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ) يقول:ببينة, وهو قول اللهالَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍبغير بينة.
حدثني يونس, قال:أخبرنا ابن وهب, قال:قال ابن زيد, في قوله:(أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ) قال:بعذر أعذره فيه.
------------------------
الهوامش:
(3) قباث بوزن سحاب، ابن رزين اللخمي (ويقال:التجيبي). وقباث:اسم عربي.