وقوله ( فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ ) يقول:فابتلعه الحوت; وهو افتعل من اللَّقْم. وقوله ( وَهُوَ مُلِيمٌ ) يقول:وهو مكتسب اللوم، يقال:قد ألام الرجل، إذا أتى ما يُلام عليه من الأمر وإن لم يُلَم، كما يقال:أصبحت مُحْمِقا مُعْطِشا:أي عندك الحمق والعطش; ومنه قول لبيد:
سَــفَها عَـذَلْتَ ولُمْـتَ غـيرَ مُلِيـمِ
وَهَــداكَ قَبـلَ الْيـومِ غـيرُ حَـكيمِ (6)
فأما الملوم فهو الذي يلام باللسان، ويعذل بالقول.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال:ثني أبو عاصم، قال:ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال:ثنا الحسن، قال:ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( وَهُوَ مُلِيمٌ ) قال:مذنب.
حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة ( وَهُوَ مُلِيمٌ ):أي في صنعه.
حدثني يونس، قال. أخبرنا ابن وهب، قال:قال ابن زيد، في قوله ( وَهُوَ مُلِيمٌ ) قال:وهو مذنب، قال:والمليم:المذنب.
------------------------
الهوامش:
(6) البيت للبيد بن ربيعة العامري . استشهد به أبو عبيدة في مجاز القرآن (الورقة 211 - 1) قال في قوله تعالى"وهو مليم"يقول العرب:ألام فلان في أمره:وذاك إذا أتى أمرا يلام عليه . وقال لبيد:"سفها ... البيت". ا هـ . واستشهد به في ( اللسان:لوم ) على مثل ما استشهد به أبو عبيدة . وقال:لام فلان غير مليم .