القول في تأويل قوله تعالى:وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21)
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم:وهل أتاك يا محمد نبأ الخصم وقيل:إنه عني بالخصم في هذا الموضع ملكان, وخرج في لفظ الواحد, لأنه مصدر مثل الزور والسفر, لا يثنى ولا يجمع; ومنه قول لبيد:
وَخَــصْمٍ يَعــدوّنَ الذُّحُـولَ كَـأَنَّهُمْ
قُـرُوم غَيَـارَى كـلُّ أزْهَـرَ مُصْعَب (1)
وقوله ( إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ ) يقول:دخلوا عليه من غير باب المحراب; والمحراب مقدّم كل مجلس وبيت وأشرفه.
------------------
الهوامش:
(1) البيت للبيد (مجاز القرآن لأبي عبيدة ، الورقة 213 - ب) . قال:"نبأ الخصم":يقع على الواحد والجمع . قال لبيد:"وخصم ..."البيت . والذحول:جمع ذحل ، وهو الثأر . والقروم جمع قرم ، وهو الفحل العظيم من الإبل . وغياري:جمع غيران . والأزهر:الأبيض والمصعب:الشديد القوي الذي يودع من الركوب والعمل ، للفحلة . ( اللسان:صعب . أ هـ شبه الخصوم الأقوياء بالفحول من الإبل .