القول في تأويل قوله تعالى:ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (14)
يعني تعالى ذكره بقوله ( ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ ) يقال لهم:ذوقوا فتنتكم وترك يقال لهم لدلالة الكلام عليها.
ويعني بقوله ( فِتْنَتَكُمْ ):عذابكم وحريقكم.
واختلف أهل التأويل في ذلك, فقال بعضهم بالذي قلنا فيه.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو, قال:ثنا أبو عاصم, قال:ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال:ثنا الحسن, قال:تنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله ( فِتْنَتَكُمْ ) قال:حريقكم.
حدثنا بشر, قال:ثنا يزيد, قال:ثنا سعيد, عن قتادة ( ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ ):ذوقوا عذابكم ( هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ) .
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال:ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله ( ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ ) يقول:يوم يعذّبون, فيقول:ذوقوا عذابكم.
حُدثت عن الحسين, قال:سمعت أبا معاذ يقول:أخبرنا عبيد, قال:سمعت الضحاك يقول في قوله ( ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ ) يقول:حريقكم.
حدثنا ابن حُميد, قال:تنا مهران, عن سفيان ( ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ ) يقول:احتراقكم.
حدثني يونس, قال:أخبرنا ابن وهب, قال:قال ابن زيد, في قوله ( ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ ) قال:ذوقوا عذابكم.
وقال آخرون:عني بذلك:ذوقوا تعذيبكم أو كذبكم.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد, قال:ثني أبي, قال:ثني عمي, قال:ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله ( ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ ) يقول:تكذيبكم.
حُدثت عن الحسين, قال:سمعت أبا معاذ يقول:أخبرنا عبيد, قال:سمعت الضحاك يقول في قوله ( ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ ) يقول:حريقكم, ويقال:كذبكم.
وقوله ( هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ) يقول تعالى ذكره:يقال لهم:هذا العذاب الذي توفونه اليوم, هو العذاب الذي كنتم به تستعجلون في الدنيا.