حدثني يونس, قال:أخبرنا ابن وهب, قال:قال ابن زيد, في قوله ( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى ) ... إلى قوله ( فَهُوَ يَرَى ) قال:هذا رجل أسلم, فلقيه بعض من يُعَيِّره فقال:أتركت دين الأشياخ وضَلَّلتهم, وزعمت أنهم في النار, كان ينبغي لك أن تنصرهم, فكيف يفعل بآبائك, فقال:إني خشيت عذاب الله, فقال:أعطني شيئا, وأنا أحمل كلّ عذاب كان عليك عنك, فأعطاه شيئا, فقال زدني, فتعاسر حتى أعطاه شيئا, وكتب له كتابا, وأشهد له, فذلك قول الله ( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى * وَأَعْطَى قَلِيلا وَأَكْدَى ) عاسره ( أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى ) نـزلت فيه هذه الآية.
وبنحو الذي قلنا في معنى قوله ( أَكْدَى ) قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حُميد, قال:ثنا مهران, عن أبي سنان الشيباني, عن ثابت, عن الضحاك, عن ابن عباس ( أَعْطَى قَلِيلا وَأَكْدَى ) قال:أعطى قليلا ثم انقطع.
حدثني محمد بن سعد, قال:ثني أبي, قال:ثني عمي, قال:ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله ( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى * وَأَعْطَى قَلِيلا وَأَكْدَى ) يقول:أعطى قليلا ثم انقطع.
حدثنا ابن حُمَيد, قال:ثنا مهران, عن سفيان, عن منصور, عن مجاهد ( وَأَعْطَى قَلِيلا وَأَكْدَى ) قال:انقطع فلا يُعْطِي شيئا, ألم تر إلى البئر يقال لها أكدت.
حدثني محمد بن عمرو, قال:ثنا أبو عاصم, قال:ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال:ثنا الحسن, قال:ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد ( وَأَكْدَى ):انقطع عطاؤه.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال:ثنا ابن ثور, عن معمر, عن ابن طاوس وقتادة, في قوله:( وَأَكْدَى ) قال:أعطى قليلا ثم قطع ذلك.
قال:ثنا ابن ثور, قال:ثنا معمر, عن عكرمة مثل ذلك.
حدثنا بشر, قال:ثنا يزيد, قال:ثنا سعيد, عن قتادة ( وَأَكْدَى ) أي بخل وانقطع عطاؤه.
حُدثت عن الحسين, قال:سمعت أبا معاذ يقول:أخبرنا عبيد, قال:سمعت الضحاك يقول في قوله ( وَأَكْدَى ) يقول:انقطع عطاؤه.
حدثني يونس, قال:أخبرنا ابن وهب, قال:قال ابن زيد, في قوله ( وَأَكْدَى ) عاسره, والعرب تقول:حفر فلان فأكدى, وذلك إذا بلغ الكدية, وهو أن يحفر الرجل في السهل, ثم يستقبله جبل فيُكْدِي, يقال:قد أكدى كداء, وكديت أظفاره وأصابعه كديا شديدا, منقوص:إذا غلظت, وكديت أصابعه:إذا كلت فلم تعمل شيئا, وكدا النبت إذا قلّ ريعه يهمز ولا يهمز. وكان بعض أهل العلم بكلام العرب يقول:اشتق قوله:أكدى, من كُدْية الركِيَّة, وهو أن يحفِر حتى ييأس من الماء, فيُقال حينئذ بلغنا كُدْيتها.