قالوا يا موسى "يقول:قالت السحرة لموسى:يا موسى، اختر أن تلقي عصاك, أو نلقي نحن عصينا. ولذلك أدخلت "أن "مع "إما "في الكلام، لأنها في موضع أمر بالاختيار. ف "أن "إذًا في موضع نصب لما وصفت من المعنى, لأن معنى الكلام:اختر أن تلقي أنت, أو نلقي نحن, والكلام مع "إما "إذا كان على وجه الأمر, فلا بدمن أن يكون فيه "أن "، كقولك للرجل:"إما أن تمضي, وإما أن تقعد ",بمعنى الأمر:امض أو اقعد, فإذا كان على وجه الخبر، لم يكن فيه "أن "كقوله:وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ[التوبة:106]. وهذا هو الذي يسمى "التخيير "(35) = وكذلك كل ما كان على وجه الخبر, و "إما "في جميع ذلك مكسورة. (36) .
------------------
الهوامش:
(35) قوله:(( وهذا الذي سيمى التخيير )) ، هو الحكم الأول في دخول (( أن )) مع (( إما )) ، أما الذي يجئ على وجه الخبر نحو:(( إما يعذبهم ، وإما يتوب عليهم )) ، فهم يسمونه (( الإبهام )) . وكان حق أبي جعفر أن يقدم قوله (( وهذا الذي يسمى التخيير )) قبل قوله:(( فإذا كان على وجه الخبر )) ، لرفع الشبهة عن كلامه .
(36) انظر معاني القرآن 1:389 ، 390 ، وهو فصل جيد جداً .