وقوله:(نـزاعَةً لِلشَّوَى ) يقول تعالى ذكره مخبرا عن لظَى:إنها تنـزع جلدة الرأس وأطراف البدن، والشَّوَى:جمع شواة، وهي من جوارح الإنسان ما لم يكن مقتلا يقال:رمى فأشوى إذا لم يصب مَقْتلا فربما وصف الواصف بذلك جلدة الرأس كما قال الأعشى:
قـــالَتْ قُتَيْلَـــةُ مـــا لَـــهُ
قَـــدْ جُـــلِّلَتْ شَــيْبا شَــوَاتُهُ (1)
وربما وصف بذلك الساق كقولهم في صفة الفرس:
عبْلُ الشَّوَى نَهْدُ الجُزَارَة (2)
يعني بذلك:قوائمه، وأصل ذلك كله ما وصفت.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني سليمان بن عبد الحبار، قال:ثنا محمد بن الصلت، قال:ثنا أبو كدينة، عن قابوس، عن أبيه، قال:سألت ابن عباس عن:(نـزاعَةً لِلشَّوَى ):قال:تنـزع أمّ الرأس.
حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصواف، قال:ثنا الحسين بن الحسن الأشقر، قال:ثنا يحيى بن مهلب أبو كدينة، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عباس، في قوله:(نـزاعَةً لِلشَّوَى ) قال:تنـزع الرأس.
حدثني محمد بن سعد، قال:ثني أبي، قال:ثني عمي، قال:ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله:(نـزاعَةً لِلشَّوَى ):يعني الجلود والهام.
حدثني محمد بن عمرو، قال:ثنا أبو عاصم، قال:ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال:ثنا الحسن، قال:ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:(نـزاعَةً لِلشَّوَى ) قال:لجلود الرأس.
حدثنا ابن حميد، قال:ثنا مهران، عن سفيان، عن إبراهيم بن المهاجر، قال:سألت سعيد بن جبير عن قوله:(نـزاعَةً لِلشَّوَى ) فلم يخبر، فسألت عنها مجاهدًا، فقلت:اللحم دون العظم ؟ فقال:نعم.
قال:ثنا مهران، عن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح (نـزاعَةً لِلشَّوَى ) قال:لحم الساق.
حدثني محمد بن عُمارة الأسديّ، قال:ثنا قبيصة بن عقبة السُّوائّي، قال:ثنا سفيان، عن إسماعيل، عن أبي صالح في قوله:(نـزاعَةً لِلشَّوَى ) قال:نـزاعة للحم الساقين.
حدثنا ابن حميد، قال:ثنا مهران، عن خارجة، عن قرة بن خالد، عن الحسن (نـزاعَةً لِلشَّوَى ) قال:للهام تحرق كلّ شيء منه، ويبقى فؤاده نضيجا.
حدثنا ابن بشار، قال:ثنا أبو عامر، قال:ثنا قرة، عن الحسن، في قوله:(نـزاعَةً لِلشَّوَى ) ثم ذكر نحوه.
حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة، قوله:(نـزاعَةً لِلشَّوَى ):أي نـزاعة لهامته ومكارم خَلْقِهِ وأطرافه.
حُدثت عن الحسين، قال:سمعت أبا معاذ يقول:أخبرنا عبيد، قال:سمعت الضحاك يقول في قوله:(نـزاعَةً لِلشَّوَى ):تبري اللحم والجلد عن العظم حتى لا تترك منه شيئا.
حدثني يونس، قال:أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله:(نـزاعَةً لِلشَّوَى ) قال:الشوى:الآراب العظام، ذاك الشوى.
وقوله:(نـزاعَةً ) قال:تقطع عظامهم كما ترى، ثم يجدّد خلقهم، وتبدّل جلودهم.