حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة ( وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ) إذ ولَّى.
وقال آخرون في ذلك ما حدثني محمد بن سعد، قال:ثني أبي، قال:ثني عمي، قال:ثني أبي ؛ عن أبيه، عن ابن عباس ( وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ) دبوره:إظلامه.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء المدينة والبصرة ( إِذْ أَدْبَرَ )، وبعض قرّاء مكة والكوفة ( إذا دَبَرَ ).
والصواب من القول في ذلك عندنا، أنهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.
وقد اختلف أهل العلم بكلام العرب في ذلك، فقال بعض الكوفيين:هما لغتان، يقال:دبر النهار وأدبر، ودبر الصيف وأدبر ، قال:وكذلك قَبل وأقبل ؛ فإذا قالوا:أقبل الراكب وأدبر لم يقولوه إلا بالألف. وقال بعض البصريين:( واللَّيْل إذَا دَبَرَ ) يعني:إذا دبر النهار وكان في آخره ؛ قال:ويقال:دبرني:إذا جاء خلفي، وأدبر:إذا ولَّى.
والصواب من القول في ذلك عندي أنهما لغتان بمعنى، وذلك أنه محكيّ عن العرب:قبح الله ما قَبِل منه وما دبر. وأخرى أن أهل التفسير لم يميزوا في تفسيرهم بين القراءتين، وذلك دليل على أنهم فعلوا ذلك كذلك، لأنهما بمعنى واحد.