وجائز أن يكون عُني بقوله:( كِفَاتًا * أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا ) تكفت أذاهم في حال حياتهم، وجيفهم بعد مماتهم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال:ثنا أبو صالح، قال:ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله:( أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا ) يقول:كِنًّا.
حدثنا عبد الحميد بن بيان، قال:أخبرنا خالد، عن مسلم، عن زاذان أبي عمر، عن الربيع بن خثيم، عن عبد الله بن مسعود، أنه وجد قملة في ثوبه، فدفنها في المسجد ثم قال:(أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا * أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا ) .
حدثنا أبو كُريب، قال:ثنا أبو معاوية، قال:ثنا مسلم الأعور، عن زاذان، عن ربيع بن خثيم، عن عبد الله، مثله.
حدثني يعقوب، قال:ثنا ابن علية، عن ليث، قال:قال مجاهد في الذي يرى القملة في ثوبه وهو في المسجد، ولا أدري قال في صلاة أم لا إن شئت فألقها، وإن شئت فوارها ( أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا * أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا ) .
حدثنا أبو كُريب، قال:ثنا وكيع، عن شريك، عن بيان، عن الشعبيّ ( أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا* أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا ) قال:بطنها لأمواتكم، وظهرها لأحيائكم.
حدثنا ابن حميد، قال:ثنا مهران، عن عثمان بن الأسود، عن مجاهد ( أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا ) قال:تكفت أذاهم ( أَحْيَاءً ) تواريه ( وَأَمْوَاتًا ) يدفنون:تكفتهم.
وقد حدثني به ابن حميد مرّة أخرى، فقال:ثنا مهران، عن سفيان، عن عثمان بن الأسود، عن مجاهد ( أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا ) قال:تكفت أذاهم وما يخرج منهم ( أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا ) قال:تكفتهم في الأحياء والأموات.
حدثني محمد بن عمرو، قال:تنا أبو عاصم، قال:ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال:ثنا الحسن، قال:ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا * أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا ) قال:أحياء يكونون فيها، قال محمد بن عمرو:يغيبون فيها ما أرادوا، وقال الحارث:ويغيبون فيها ما أرادوا. وقوله:( أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا ) قال:يدفنون فيها.
&; 24-135 &;
حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة، قوله:( أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا * أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا ) يسكن فيها حيهم، ويدفن فيها ميتهم.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال:ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا ) قال:أحياء فوقها على ظهرها، وأمواتا يُقبرون فيها.
واختلف أهل العربية في الذي نصب ( أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا ) فقال بعض نحويي البصرة:نصب على الحال. وقال بعض نحويي الكوفة:بل نصب ذلك بوقوع الكفات عليه، كأنك قلت:ألم نجعل الأرض كفات أحياء وأموات، فإذا نوّنت نصبت كما يقرأ من يقرأأَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍوهذا القول أشبه عندي بالصواب.