وقوله:( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ) يقول تعالى ذكره:وجوه يومئذ مشرقة مضيئة، وهي وجوه المؤمنين الذين قد رضى الله عنهم، يقال:أسفر وجه فلان:إذا حَسُن، ومنه أسفر الصبح:إذا أضاء، وكلّ مضيء فهو مسفر، وأما سَفَر بغير ألف، فإنما يقال للمرأة إذا ألقت نقابها عن وجهها أو برقعها، يقال:قد سَفَرت المرأة عن وجهها إذا فعلت ذلك فهي سافر؛ ومنه قول تَوْبَة بن الحُمَيِّر:
وكُـنْتُ إذا مـا زُرْتُ لَيْـلَى تَـبرْقَعَتْ
فَقَـدْ رَابَنِـي مِنْهـا الغَـدَاةَ سُـفُورُها (6)
يعني بقوله:"سفورها "إلقاءها برقعها عن وجهها.
-----------------
الهوامش:
(6) البيت لتوبة بن الحمير صاحب ليلى الأخبلية . وفي ( اللسان:سفر ) سفر الصبح وأسفر:أضاء ، وأسفر القوم:أصبحوا . وسفر وجهه حسنا وأسفر:أشرق . وفي التنزيل العزيز{ وجوه يومئذ مسفرة} قال الفراء:أي مشرقة مضيئة ، وقد أسفر الوجه وأسفر الصبح . قال:وإذا ألقت المرأة نقابها ، قيل:سفرت ، فهي سافر بغير هاء . ا هـ . قلت:وهذا البيت من قصيدة طويلة ذكرها داود الأنطاكي في كتابه تزيين الأسواق ، بتفصيل أحوال العشاق 96 - 97 ، و ( الأغاني 11:204 - 250 ) قال أبو الفرج:كان توبة بن الحمير إذا أتى ليلى الأخيلية ، خرجت إليه في برقع ، فلما شهر أمره شكوه إلى السلطان ، فأباحهم دمه إن أتاهم ، فمكثوا له في الموضع الذي كان يلقاها فيه ، فلما علمت به خرجت سافرة حتى جلست في طريقه ، فلما رآها سافرة فطن لما أرادت وعلم أنه قد رصد ، وأنها أسفرت لذلك تحذره ، فركض فرسه فنجا ، وذلك قوله:"وكنت إذا ما جئت ليلى ... ". البيت . ا هـ .