وقوله:( يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالا لُبَدًا ) يقول هذا الجليد الشديد:أهلكت مالا كثيرا، في عداوة محمد صلى الله عليه وسلم، فأنفقت ذلك فيه، وهو كاذب في قوله ذلك، وهو فعل من التلبُّد، وهو الكثير، بعضه على بعض، يقال منه:لبد بالأرض يَلْبُد:إذا لصق بها.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال:ثني أبي، قال:ثني عمي، قال:ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس:( مَالا لُبَدًا ) يعني باللبد:المال الكثير.
حدثني محمد بن عمرو، قال:ثنا أبو عاصم، قال:ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال:ثنا الحسن، قال:ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( مَالا لُبَدًا ) قال:كثيرا.
حدثني يونس، قال:أخبرنا ابن وهب، قال:أخبرني مسلم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله:( أَهْلَكْتُ مَالا لُبَدًا ). قال:مالا كثيرا.
حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة، قوله:( أَهْلَكْتُ مَالا لُبَدًا ):أي كثيرا.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال:ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، مثله.
حدثني يونس، قال:أخبرنا ابن وهب، قال:قال ابن زيد، في قوله:( مَالا لُبَدًا ) قال:اللبد:الكثير.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء الأمصار:( مَالا لُبَدًا ) بتخفيف الباء. وقرأه أبو جعفر بتشديدها.
والصواب بتخفيفها، لإجماع الحجة عليه.