( يقول أهلكت مالاً لبداً ) .
إشارة إلى قول الذين يُطلب منهم أن ينفقوا أموالهم في الخيرات ،فيأبون ويقولون بغرور: إننا أنفقنا في هذا السبيل كثيراً من الأموال ،بينما لم ينفق هؤلاء شيئاً ،وإنّ أعطوا لأحد شيئاً فللرياء ولتحقيق هدف شخصي .
وقيل إنّها نزلت في نفر أنفقوا الأموال الطائلة في معاداة الرّسول والرسالة ،وتباهوا بذلك ،يؤيد ذلك قول «عمرو بن عبد ود » في حرب الخندق حين عرض عليه علي( عليه السلام ) الإسلام قال: فأين ما أنفقت فيكم مالاً لبداً ؟{[5996]} أي أنفقت مالاً كثيراً في عداوة النّبي .
وقيل إنّها نزلت في بعض رجال قريش وهو «الحرث بن عامر » ،وذلك أنّه أذنب ذنباً ،فستفتى رسول اللّه( صلى الله عليه وآله وسلم ) ،فأمره أن يكفّر .فقال: لقد ذهب مالي في الكفارات والنفقات ،منذ دخولي دين محمّد{[5997]} .
والجمع بين التّفاسير المذكورة جائز ،وإن كان التّفسير الأوّل أكثر انسجاماً مع سياق الآيات التالية:
والفعل «أهلكت » يوحي إبادة الأموال وعدم الحصول على عائد منها .
و«لبد »: تعني الشيء المتراكم ،وهنا تعني المال الوفير .