ثم صور القرآن الكريم حال هؤلاء الظالمين تصويرا يدعو إلى الاعتبار والاتعاظ فقال:
وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ، فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ. كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها، أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِثَمُودَ.
والصيحة:الصوت المرتفع الشديد. يقال:صاح فلان إذا رفع صوته بقوة. وأصل ذلك تشقيق الصوت، من قولهم:انصاح الخشب والثوب، إذا انشق فسمع له صوت.
وجاثِمِينَ:من الجثوم وهو للناس وللطير بمنزلة البروك للإبل. يقال:جثم الطائر يجثم جثما وجثوما فهو جاثم ... إذا وقع على صدره، ولزم مكانه فلم يبرحه.
ويغنوا فيها:أى يقيموا فيها. يقال:غنى فلان بالمكان يغنى إذا أقام به وعاش فيه في نعمة ورغد.
أى:وأخذ الذين ظلموا من قوم صالح- عليه السلام- عن طريق الصيحة الشديدة التي صيحت بهم بأمر الله- تعالى- فَأَصْبَحُوا بسببها فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ أى:
هلكى صرعى، ساقطين على وجوههم، بدون حركة ...