/م61
/م64
{ وأخذ الذين ظلموا الصيحة} الأخذ في أصل اللغة التناول باليد واستعمل في المعاني كأخذ الميثاق والعهد وفي الإهلاك ، والصيحة المرة من الصوت الشديد والمراد بها هنا صيحة الصاعقة التي نزلت بقوم صالح فأحدثت رجفة في القلوب وزلزلة في الأرض ، وصعق بها جميع القوم{ فأصبحوا في ديارهم جاثمين} أي ساقطين على وجوههم مصعوقين لم ينج منهم أحد ، شبهوا بالطير في لصوقها بالأرض يقال جثم الطائر والأرنب [ من باب ضرب] جثوما وهو كالبروك من البعير .وتقدم في سورة الأعراف{ فأخذتهم الرجفة} [ الأعراف:78] إلخ ، وقد فصلنا في تفسيرها ما ورد من اختلاف التعبير فيها وفي هذه الآية ومثلها آية سورة القمر وفي سورة فصلت حيث قال:{ فأخذتهم الصاعقة} [ الذاريات:44] وبينا معنى الصاعقة الذي عرف من سنن الله تعالى في نوعي الكهربائية الإيجابي والسلبي فيراجع [ ج 8 تفسير] ومنه يعلم غلط من قال إن الصيحة صوت جبريل عليه السلام .