ثم بين- سبحانه- أن صاحب هاتين الجنتين كانت له أموال أخرى غيرهما فقال:
وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ.
قال الآلوسى ما ملخصه:وَكانَ لَهُ أى:للأحد المذكور وهو صاحب الجنتين «ثمر» أى أنواع أخرى من المال.. وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي.. «ثمر» بضم الثاء والميم، وهو جمع ثمار- بكسر الثاء-.. أى:أموال كثيرة من الذهب والفضة والحيوان وغير ذلك، وبذلك فسره ابن عباس وقتادة وغيرهما..».
وقوله- سبحانه-:فَقالَ لِصاحِبِهِ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالًا وَأَعَزُّ نَفَراً حكاية لما تفوه به هذا الكافر من ألفاظ تدل على غروره وبطره.
والمحاورة:المراجعة للكلام من جانبين أو أكثر. يقال:تحاور القوم، إذا تراجعوا الكلام فيما بينهم. ويقال:كلمته فما أحار إلى جوابا، أى:مارد جوابا.
والنفر:من ينفر- بضم الفاء- مع الرجل من قومه وعشيرته لقتال عدوه.
أى:فقال صاحب الجنتين لصاحبه المؤمن الشاكر:أنا أكثر منك مالا وأعز منك عشيرة وحشما وأعوانا.
وهذا شأن المطموسين المغرورين، تزيدهم شهوات الدنيا وزينتها.. بطرا وفسادا في الأرض.
وما أصدق قول قتادة- رضى الله عنه-:«تلك- والله- أمنية الفاجر:كثرة المال وعزة النفر» ،