وكان لهذا المال ثمر إذ كان يثمره وينتج به كنعم ومتاجر كما ذكرنا ، ولذا قال تعالى:{ وكان له ثمر} مع الجنات والزروع والنخيل ثمار لأموال أخرى .
وكان حقا عليه أن يشكر هذه ، وأن يشعر صاحبه بأن له حق الأخوة والصحبة فيها ، ولكنه تكبر وافتخر بها ، وإذا دخل الفخار في نفس من أنعم الله تعالى عليه بنعمة ، فإن الفخار وراء الغرور والكبر ، إذا الكبر بطر النعمة وغمط الناس ، ولذا كان صاحبه أول من بادره بالمفاخرة{ فقال لصحابه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا} ، ( الفاء ) للعطف مع التورية والترتيب ، أي قال عقب أن حالت حاله إلى هذه الحال ،{ أنا أكثر منك مالا} ، وكأنه يقول له أنا أعلى منك منزلة لأنى أكثر منك مالا ، ومنازل أهل الدنيا بنية على المال ، وإنه فوق كثرة ماله يحسب أنه أعز ، إذ قال:{ وأعز نفرا} ، أي أنه عزيز بعزة الذين تبعوه في أمواله ولكثرة نسبه ، وأكثر أولادا ، يعتز بهم وبقوتهم وذهب غروره بهذه الحال التي هو عليها ولم يحسبها فانية ، لأن الكافر حسي لا يؤمن إلا بالمادة المحسوسة ومن علمت عليهم وجعلها هما لا يكون تفكيره إلا من الحال القائمة والأمر الموجود أو حكم الواقع كما يقال في هذا الزمان