ثم بين- سبحانه- موقف فرعون بعد أن علم بأن موسى قد خرج بقومه من مصر فقال- تعالى-:فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ.
أى:وبعد أن علم فرعون بخروج موسى وبنى إسرائيل من مصر، جمع جنوده وأسرع في طلب موسى ومن معه، فكانت نتيجة ذلك، أن أغرق الله- تعالى- فرعون وجنوده في البحر. وأهلكهم عن آخرهم ...
والتعبير بالاسم المبهم الذي هو الموصول في قوله فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ يدل على تعظيم ما غشيهم وتهويله، أى:فعلاهم وغمرهم من ماء البحر ما لا يعلم كنهه إلا الله- تعالى- بحيث صاروا جميعا في طيات أمواجه.
ونظيره قوله- تعالى-:إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى وقوله:فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى.
قال صاحب الكشاف:قوله- تعالى-:ما غَشِيَهُمْ من باب الاختصار ومن جوامع الكلم التي تستقل مع قلتها بالمعاني الكثيرة. أى:غشيهم مالا يعلم كنهه إلا الله- تعالى- وقرئ فغشاهم من اليم ما غشاهم، والتغشية:التغطية ....