ثم هدد- سبحانه- كل من يعبد غيره أشد تهديد فقال:وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ أى:ومن يدع مع الله- تعالى- إلها آخر في عبادته أو مناجاته أو أقواله، أو أفعاله ...
لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ أى:لا دليل له على هذه العبادة، وليس لهذه الجملة الكريمة مفهوم مخالفة، بل هي صفة مطابقة للواقع، لأن كل عابد لغير الله، لا دليل له على هذه العبادة إطلاقا، إذ العبادة لا تكون إلا لله- تعالى- وحده.
فذكر هذه الجملة لإقرار الواقع وتأكيده، لا لإخراج المفهوم عن حكم المنطوق.
وقوله فَإِنَّما حِسابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ تهديد شديد لمن يدعو مع الله- تعالى- إلها آخر. أى:من يفعل ذلك فسيلقى الحساب الشديد، والجزاء الرادع، من عند ربه- عز وجل-، لأن عدالته قد اقتضت أن الكافرين به لا ينالون الفلاح، وإنما ينالون الخزي والخسران.