{وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهَا آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ} وكيف يملك إنسان برهاناً على الشرك ،والكون كله بجميع ظواهره وذراته دليل على التوحيد ،وعلى بطلان الشرك كله ؟!ولكن الغفلة قد تستولي على عقول بعض الناس فتبعدهم عن الارتباط بحقائق الألوهية ،وتقودهم إلى الكفر ،فمن يفعل ذلك{فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ} ولن يجد إلا النتائج المرعبة التي تقوده إلى الخسارة الدائمة .
{إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} الذين لا يملكون أرضاً من العلم والبرهان يقفون عليها ،بل يعيشون الاهتزاز في الفراغ ،فلا يصيرون إلى استقرار حتى يلاقوا النار وبئس القرار .وهكذا تنتهي السورة بالإعلان عن عدم فلاح الكافرين ،مقابل ما ابتدأت به من حديث عن فلاح المؤمنين ،لأن الإيمان في كل مفرداته هو سرّ الربح وسرّ النجاح ،كما أن الكفر بكلّ ممارساته هو سرّ الخسارة وسرّ السقوط ..
إن المسألة هي أن من التقى بالله في خط الإيمان والمعرفة والعمل فقد أدرك أسباب الفلاح ،ومن لم يلتق به في حياته العامة والخاصة ،في حركة الفكر والعمل ،فقد أضاع فرصة النجاح في الدنيا والآخرة .