ثم بين- سبحانه-:ما سيقصه على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في هذه السورة فقال:نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ.
وقوله- تعالى- نَتْلُوا من التلاوة بمعنى القراءة المرتلة التي يقصد منها التذكير والإرشاد.
والنبأ:الخبر العظيم المشتمل على أمور من شأنها أن يهتم الناس بها.
وموسى- عليه السلام-:هو ابن عمران بن يصهر بن ماهيث بن لاوى بن يعقوب- عليه السلام- وكانت ولادة موسى في حوالى القرن الثالث عشر قبل الميلاد.
وفرعون:اسم كان يطلق في القديم على كل ملك لمصر، كما يقال لملك الروم:قيصر، ولملك اليمن:تبع.
ويرى كثير من المؤرخين أن فرعون مصر، الذي ولد وبعث في عهده موسى- عليه السلام- هو منفتاح ابن الملك رمسيس الثاني.
قال الآلوسى ما ملخصه:والظاهر أن مِنْ في قوله نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ ... تبعيضية. والجار والمجرور متعلق بمحذوف وقع صفة لمفعول نَتْلُوا المحذوف. وقوله بِالْحَقِّ حال من فاعل نَتْلُوا أى:نتلو ملتبسين بالحق، أو من مفعوله، أى:نتلو شيئا من نبئهما ملتبسا بالحق ...
والمعنى:نتلو عليك- أيها الرسول الكريم- تلاوة كلها حق وصدق، شيئا عجيبا، وخبرا هاما، يتعلق بقصة موسى- عليه السلام-، وبقصة فرعون.
وقوله- سبحانه-:لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ أى:نتلو عليك هذه الآيات، لقوم يؤمنون بها، وينتفعون بما اشتملت عليه من هدايات وعبر وعظات.